عواصم-سانا
أثار الكشف عن فضائح وممارسات التعذيب التي تنتهجها وكالة الاستخبارات الأمريكية سي آي إيه استهجان وانتقاد العديد من القوى في العالم بمن فيهم حلفاء واشنطن فقد أكد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أن أساليب التعذيب التي مارستها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية سي آي إيه تعتبر “انتهاكا خطيرا ” للقيم الديموقراطية و”خطأ جسيما”.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن شتاينماير قوله “يجب الا يتكرر هذا الانتهاك الخطير لقيمنا الديمقراطية والليبرالية” .
وحاول شتاينماير ابعاد الرئيس الامريكي الحالي باراك اوباما عن هذه الممارسات معتبرا أنه “خرج عن سياسات سلفه جورج بوش” واعتبر أن انفتاح واشنطن الجديد في الاعتراف بأخطائها ووعدها العلني بأن لا يتكرر مثل ذلك الأمر يعد خطوة مهمة مرحب بها”.
وكشف التقرير عن أساليب تعذيب 119 معتقلا وذلك بعدة طرق أبرزها الايهام بالغرق وتغطية الرأس والدفع باتجاه الحائط والصفع والغمر بمياه مثلجة والحرمان من النوم لفترات طويلة قد تصل إلى أكثر من اسبوع وهم واقفون ومكبلون وعراة اضافة الى التهديد باستخدام العنف ضد عائلات المحتجزين.
بدورها طالبت منظمة العفو الدولية الولايات المتحدة الأمريكية بمحاسبة المسؤولين عن ارتكاب هذه “الانتهاكات” التي نفذت أثناء استجواب عدد من المشتبه بهم في أعقاب أحداث 11 أيلول 2001.
وأعتبرت المنظمة في بيان لها أن “تقرير مجلس الشيوخ الأمريكي حول أساليب وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في استجواب المعتقلين بمثابة رسالة تذكير بفشل الولايات المتحدة في إفلات المسؤولين الذين صرحوا بالتعذيب ونفذوه من العقاب إزاء العديد من الانتهاكات المروعة لحقوق الإنسان التي ارتكبت باسم الأمن القومي”.
وفي كابول أدان الرئيس الأفغاني الجديد أشرف غني التعذيب الذي مارسته وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية واصفا هذه الاعمال بـ غير الانسانية.
وقال غني في مؤتمر صحفي عقد في كابول “لقد انتهك عدد من موظفي ومتعاقدي /السي اي ايه/ جميع مبادئء حقوق الانسان المقبولة والقوانين /الامريكية ” مشيرا إلى أن الحكومة الأفغانية تدين هذه الاعمال غير الانسانية بأشد العبارات.
وأضاف غني “لا يمكن تبرير مثل هذه الاعمال وممارسات التعذيب غير الانسانية في عالم اليوم” معتبرا أنه “عندما يتعرض شخص للتعذيب بطريقة غير إنسانية فإن رد الفعل سيكون غير إنساني وبالتالي فإنه سيتم خلق دائرة مفرغة من الفعل ورد الفعل”.
وأعرب غني عن الأسف لأن “هذا التقرير يظهر أن الأفغان تعرضوا للتعذيب وانتهكت حقوقهم” مضيفا ” الأسوأ والأكثر إيلاما أن هذا التقرير شرح كيف أن بعض الاشخاص الذين تعرضوا للتعذيب كانوا أبرياء تماما وثبتت براءتهم”.
ويتحدث التقرير الذي نشره أخيرا مجلس الشيوخ الامريكي عن “مواقع سوداء” جرت فيها ممارسة أساليب تعذيب مثل التعليق من رسغي اليدين في منشأة تعرف باسم /حفرة الملح/ تقع على مشارف قاعدة باغرام الجوية في أفغانستان.