درعا-سانا
تشهد محافظة درعا أزمة مياه غير مسبوقة، تمثلت بانقطاعات شبه كاملة دفعت الأهالي للاعتماد على الصهاريج بأسعار باهظة تجاوزت 300 ألف ليرة في بعض المناطق، وسط مطالبات شعبية بإيجاد حلول مستدامة.
وأكد المهندس رياض مسالمة، المدير العام لمؤسسة مياه الشرب، في تصريح لمراسل سانا، أن الأزمة تعود إلى تراجع الهطولات المطرية بفعل التغيرات المناخية، إضافة إلى الحفر الجائر للآبار والتعديات على خطوط الجر، ما تسبب بانخفاض كميات الضخ إلى النصف في مشروع الثورة المغذي لمدينة درعا والقرى المجاورة، حيث تراجعت من 1600 متر مكعب إلى 700 فقط، بينما انخفضت في مدينة نوى من 700 إلى 200 متر مكعب، ما فاقم أيام الدور وأثر على أكثر من 100 ألف نسمة.
وأشار مسالمة إلى خطة مشتركة بين المؤسسة والمحافظة ووزارة الموارد المائية، تتضمن حفر آبار جديدة في منطقة تل الجموع، بهدف تعزيز مصادر المياه وتقليل الاعتماد على الصهاريج.
من جهته، أوضح فرحان الخليل، رئيس وحدة مياه بصرى، أن جفاف آبار صماد وانخفاض منسوب الضخ زاد من تعقيد الأزمة، خاصة مع وجود أكثر من 550 أسرة مهجرة من عشائر السويداء في بصرى الشام، يتم تأمين المياه لها عبر الصهاريج، وسط جهود لإزالة التعديات ووضع ضوابط قانونية.
بدوره دعا الشيخ فايز الشحمة إلى ردم المخالفات والتوصيلات غير القانونية التي ترهق الشبكة، مطالباً بتأمين الكهرباء لضمان استمرارية الضخ، فيما أشار سائق صهريج زهاء الزائد إلى صعوبة تعبئة المياه بسبب التعديات على نبع الأشعري وجفاف الآبار، مطالباً بحلول عاجلة.
أما المواطن سعيد صقر، فعبّر عن معاناة الأهالي في انتظار الدور على الآبار لأيام، مؤكداً أن التعاون الشعبي بات الوسيلة الوحيدة لسد الاحتياجات اليومية، وسط دعوات متكررة لوقف التعديات داخل المدينة وخارجها.
وتعاني محافظة درعا منذ سنوات من تراجع مستمر في مصادر المياه نتيجة التغيرات المناخية والجفاف، وتفاقمت الأزمة بفعل الحفر العشوائي للآبار والتعديات على خطوط الجر، ما أدى إلى انخفاض كميات الضخ بشكل كبير، في ظل هذه الظروف، بات الاعتماد على الصهاريج مكلفاً ومرهقاً للأهالي، وسط وعود رسمية بإيجاد حلول عاجلة.