دمشق-سانا
ناقش المشاركون في فعاليات ملتقى القدس وحق العودة الذي تنظمه مؤسسة القدس الدولية “سورية” والجبهة القومية الفلسطينية للعودة بدمشق آليات تفعيل قرارات الأمم المتحدة حول حق العودة وأسباب تغييب هذا الحق إضافة لمحاولات تحالف قوى الإرهاب الإقليمي والدولي لتكريس “يهودية إسرائيل”.
وأكد نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية ورئيس مجلس إدارتها باسل جدعان أن هدف الملتقى رفع الصوت من دمشق للتحذير من خطورة ما يحل في القدس من تصاعد متسارع للهجمة التهويدية التي تشكل خطورة حقيقية على هويتها ووجهها العربي وديمغرافيتها السكانية ومقدساتها الإسلامية والمسيحية منوها بصمود الأهل المدافعين عنه وعن فلسطين بصدورهم وأجسادهم ودمائهم وآخرهم الشهيد الوزير زياد أبو عين.
وحذر جدعان من خطورة استمرار وتوسع النشاط الاستيطاني الاحتلالي بهدف التضييق على الشعب الفلسطيني وتهجيره من وطنه ليحل محله أناس استجلبهم المكر والفكر الصهيوني الاستعماري التلمودي.
وأعرب نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية عن أمله في “عودة من ضل الطريق إلى حضن الوطن للحفاظ على الدولة ومؤسساتها ولاسيما الجيش العربي السوري الذي أدهش العالم بوطنيته وحربه ضد الإرهاب وأن يصححوا بوصلتهم الدينية والوطنية إلى قبلة الجهاد الحقيقة في فلسطين وقدسها لتحريرها من العدو الصهيوني”.
من جهته دعا مدير عام مؤسسة القدس الدولية الدكتور سفير أحمد الجراد إلى “عدم حصر قضية الصراع العربي الإسرائيلي في الشأن الديني” كما يحاول العدو الصهيوني ترويجه لأن ذلك يعد تمييعا للقضية التي لها أبعاد متعددة دينية وثقافية وقانونية وسياسية واقتصادية واجتماعية.
وأكد الجراد أهمية إعداد جيل عربي يعي تماما حقيقة المقدس الفلسطيني وأن بوصلة الجهاد هي فلسطين وليست البلاد العربية.
وقدم المحامي المستشار رشيد موعد قاضي محكمة الجنايات سابقاً قراءة قانونية في قرار حق العودة رقم 194 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1948 مستخلصا منها أن “القانون الدولي يغيب حينما تحضر القضية الفلسطينية ويحضر عندما تغيب القضية”.
وأكد أن حق العودة يرمز إلى جوهر القضية الفلسطينية “المتأهبة بين الشباب الذين يراهن العدو الصهيوني على نسيانهم كما ويرمز إلى تطلع الشعب الفلسطيني في الشتات بالعودة إلى دياره ومدنه وقراه في فلسطين المحتلة”.
وأكد أمين سر التحالف الوطني الفلسطيني خالد عبد المجيد أن حق العودة غير قابل للتصرف استنادا الى القانون الدولي ومكفول بميثاق العالمي لحقوق الإنسان وبالقرار 194 القاضي بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة والتعويض لافتا إلى المحاولات المستمرة للكيان الصهيوني لإسقاط هذا الحق و”التسهيلات التي قدمتها دول غربية وأوربية من أجل هجرة الفلسطينيين إلى المنافي”.
وبين أن أخطر فضيحة تسعى لها الدوائر الصهيونية والدولية والإقليمية هي “محاولة إنشاء صندوق دولي بهدف التعويض للاجئين والعمل على شطب حق العودة من خلال صيغة دولية تعمل لتأمين من 20 إلى 40 مليار دولار من إجل إسقاط هذا الحق” وإشغال الدول العربية بالحروب الداخلية تحت مسمى “الربيع العربي” وإثارة الفتن المذهبية والاثنية وتجزئة دول المنطقة إلى دويلات طائفية تفسح المجال لإعلان الدولة اليهودية وتصفية القضية الفلسطينية.
وأشار إلى أن الركيزة الأولى في الدفاع عن حق العودة هي المقاومة بالإضافة إلى حشد القرارات والمواقف الدولية مؤكدا أن حق الفلسطينيين بالعودة لا يسقط بالتقادم ونابع من حرمة الملكية الخاصة وعدم زوالها بالاحتلال أو استبدال السيادة وهو شخصي لا تجوز النيابة عنه أوالتمثيل أوالتنازل لأي سبب كان.
ووصف الأمين العام للجبهة القومية الفلسطينية للعودة نبيل أبو خاروف المنظمات الدولية الداعمة للمخطط الصهيوني “بالمنظمات الإرهابية” معتبرا أن “فلسطين غابت عن المشروع النهضوي العربي منذ 20 عاما”.
وأشار أبو خاروف إلى دور الحكومة السورية قيادة وشعبا في دعم المقاومة والحق المشروع ضد الاستيطان الإسرائيلي كذلك دورها في إرساء أسس الدولة المقاومة مؤكدا أن “الشعب الفلسطيني يمثل نفسه ولا أحد يمثله”.
ورأى الأمين العام المساعد للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الدكتور طلال ناجي أن أكبر شرف للقضية الفلسطينية “بعد 66 عاما أن الشباب الفلسطيني الذي راهنوا عليه ما زال متمسكا بحقوقه ولن يسمح بتصفية قضيته”.
ودعا المشاركون إلى تكثيف المؤتمرات والندوات للحديث عن القضية الفلسطينية والتركيز على حق العودة في المناهج المدرسية والجامعية وتكريس وسائل الإعلام مساحات أكبر للقضية الفلسطينية وحق العودة.
تخلل الملتقى عرض فيلم وثائقي بعنوان رسالة من الأراضي المحتلة يصور الممارسات الوحشية الإسرائيلية بحق الأهالي والعمليات الاستيطانية وصمود الشعب العربي الفلسطيني وتمسكه بأرضه ومحاولات العودة والقرارات الدولية التي تؤكد على حق العودة.
وحضر الملتقى الذي عقد في مكتبة الأسد بمناسبة ذكرى صدور قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 عدد من قادة وممثلي فصائل تحالف القوى الفلسطينية بدمشق وشخصيات وفعاليات حزبية وثقافية.