نكتب الخبر بدقّة ومسؤولية

الشريط الإخباري

الروائي والقاص محمد الطاهر يرصد البيئة وملفات القضاء بأدبه

دمشق-سانا

من جمال الطبيعة الفراتية ووداعتها خرج الروائي والقاص محمد الطاهر ليرصد تلك البيئة السورية وعاداتها وتقاليدها في سياق أدبي يحتفي بالجميل ويتجنب البالي ويدعو لتركه.

الروائي الطاهر الذي يمتهن المحاماة إلى جانب الكتابة بين في حوار مع سانا الثقافية أنه عشق الأدب منذ يفاعة سنه وكتب القصة القصيرة في البداية ليخرج إلى النور أول عمل مطبوع وهو مجموعه قصصية بعنوان “عرس ليلة هادئة” الذي تناول بقصصه ريف الرقة وما في مجتمعه من عادات وتقاليد لافتاً إلى أن الأديب الراحل عبد السلام العجيلي أثنى عليها كجزء من الأدب الفراتي.

ويميل الطاهر في أعماله القصصية والروائية إلى الحزن مطعماً بالأمل إيماناً منه بأن الألم منبع الفرح الحقيقي كما كان يقول الشاعر الفرنسي لامارتين.

كما يميل الطاهر إلى اللغة الواقعية البسيطة التشويقية حتى لا يعزف عنه القراء مبيناً دور مهنته المحاماة في نتاجاته مثل رواية “شمو” التي نهل قصتها من ملفات القضاء وتدور حول امرأة اختطفها تنظيم “داعش” الإرهابي ولاقت على أيدي عناصره صنوف العذاب حتى شاهدت العلم السوري يرفع في منطقتها المحررة لتبكي فرحاً.

وسعى الطاهر في روايته “ماري” إلى الغوص في صميم حياة عاشها من المدرسة والشوارع والقرية التي كان يعمل في حقولها للحصول على قوت يومه.

وصدر للطاهر قبل عامين رواية “أرض الجهاد” التي وثق عبرها ما حدث في الرقة وغيرها من المدن السورية واعتبرت من أدب الحرب ونالت إحدى الطالبات درجة ماجستير في دراستها مبيناً أنه استغرق عشر سنوات في كتاباتها وهي ترصد أحداثاً وقعت في بلادنا منذ عام 1983 حتى 2015.

ويتوقف الطاهر عند دور التراث والميثولوجيا في أدبه فهو يرمز كثيراً إلى الدلالات القديمة في الأساطير الشرقية والإغريقية والتي تكشف أيضاً عن خفايا تؤكد أحقية القضية الفلسطينية وأكاذيب العدو.

وحول نظرته للأدب الذي ظهر زمن الحرب اعتبر الطاهر أن ما ظهر من نتاجات لغاية الآن لم ترتق إلى عذابات الناس وبطولات الجيش العربي السوري مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الوقت لم يحن كفاية لنضوج أدب حرب يحاكي ما حصل في بلادنا.

يذكر أن القاص والروائي الطاهر من مواليد مدينة الرقة يحمل إجازة في الحقوق صدر له عشرات الكتب منذ 1996 منها روايات “مأساة رجل محترم” و”سنابل الصيف المحترقة” و”يا ليتني معه أبحرت” ومجموعات قصصية منها “لعل السماء تمطر فرحاً” و”مدينة الفجر” وغيرها إضافة إلى كتاب “يهوه من غرناطة إلى بغداد” وهو مقالات مترجمة عن العبرية.

بلال أحمد