دمشق-سانا
تناولتها بجمالها وعبق هندستها وتفردها بعمرانها منذ رصف حجارتها إلى أن أصبحت تراثاً.. بدقة في ذكر التفاصيل وغزارة في المعلومات وخلفياتها تغنت الباحثة أنيسة حموش بالبيوت الدمشقية في الندوة التي أقامتها مديرية الثقافة في المركز الثقافي بأبو رمانة اليوم بعنوان “دمشق تتضوع جمالاً” بالتعاون مع جمعية أصدقاء حديقة السبكي.
وبينت حموش استعانتها بالمصطلح “تضوع” مرجعة سبب ذلك لمعناه وهو “اشتدت رائحته” أي اشتد عبير دمشق حتى جاب العالم مستشهدة باختيار السفارة السورية في مدينة بون الألمانية والمبنية على النمط الدمشقي كأحد أجمل السفارات في العالم.
واستهلت حموش ندوتها بالرجوع للبدايات الأولى لبناء البيوت في التاريخ حيث أوضحت أن المدن والحضارات السورية كانت سباقة في فنون العمارة مثل “إيبلا وماري وأوغاريت” صاحبة أول مشروع ري وصرف صحي في التاريخ وصولاً إلى البيوت الدمشقية وعمارتها وخصائصها.
وأشارت حموش إلى أن أسلوب بناء البيوت الدمشقية يقوم بداية على ضرورة توافر المياه ضمنها وبناء الجدران من الحجر في القاعدة إلى ارتفاع معين ومن ثم الطين فوقه لمقاومة فيضان نهر بردى في مواسمه.
وأوضحت أنها شيدت متلاصقة ببعضها حيث من الصعب أن تجد منزلاً دمشقياً منفرداً وذلك بغرض مقاومة الزلازل الأرضية على اعتبار وقوع مدينة دمشق على أحد خطوط الزلازل.
وأيضاً أرجعت حموش تفاوت ارتفاعات الأرضيات داخل غرف البيت للتحكم في التيارات الهوائية الصاعدة والهابطة وحتى “أرض الديار” والمطبخ والمكتبة وغيرها من تفاصيل البيت الدمشقي واصفة الطريقة التي بنيت فيها هذه البيوت بالابتكارية والإبداعية في عصرها.
يذكر أن أنيسة حموش حاصلة على إجازة في الآداب قسم التاريخ من جامعة دمشق عام 2001 ودبلوم في علم الآثار من الجامعة ذاتها عام 2003.
خضر سليمان
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency