نكتب الخبر بدقّة ومسؤولية

الشريط الإخباري

الفنان أيمن الأسمر.. انطلاقة ابداعية من حضن الطبيعة الريفية

حمص-سانا

يستمد التشكيلي الشاب أيمن الأسمر جل الهامه الفني من الطبيعة التي يرى فيها كنزا من الإيقونات الجمالية وتجسيدا لعدد من المفاهيم الروحية السامية خاصة عندما يتصل الأمر بمدينته العريقة حمص و التي يرى فيها منبعا للوحي و صورة للجمال الآسر في شتى بقاعها.

تصوير هذه المدينة الخالدة هو التعبير الإيجابي الأعمق عما يجول في دواخل الفنان الأسمر كما ذكر في حديثه لنشرة سانا الشبابية موضحا أنه يجسد في لوحاته كل ما يختلط في نفسه من مشاعر فرح و حزن وأمل و ترقب فالفن بالنسبة له هو تفريغ مبدع لجملة من التناقضات الإنسانية المختلطة و تنفيس عن مختلف مصاعب الحياة بطريقة جميلة وهادئة.

وقال إن بذور موهبته تفتحت قبل سنوات طويلة تحت تأثير جماليات آخاذة اتسمت بها قريته الجبلية الصغيرة و التي رسم أدق تفاصيلها لتشكل هذه المرحلة انطلاقته البكر إلى عالم الفن الواسع فمنذ الصفوف الدراسية الأولى كان له نصيب المشاركة في العديد من المعارض الفنية خلال دراسته الابتدائية و من ثم الاعدادية والثانوية دون أن يغفل أهمية صقل ريشته بمجموعة متصلة من الدورات و الورش بالتزامن مع اكمال تحصيله العلمي.

ورغم أنه يدرس حاليا في قسم اللغة الانكليزية في جامعة البعث إلا أن التشكيل هو الجزء الأهم في حياته على حد تعبيره مضيفا أنه يطمح إلى التبحر عميقا في اليم الفني وصولا إلى أعلى درجات الاحتراف مستندا إلى الطبيعة كأساس لتجربته الابداعية وإن طالت موضوعاته بعض المرات شخوصا إنسانية ربما تكون المرأة باعتبارها الوجه الآخر للطبيعة أبرزها.

وأشار إلى أن الطبيعة تفسح الأفق واسعا أمام الفنان إذ أن تجلياتها المختلفة تمده بسلسلة لا تنتهي من الأفكار والصور التي من شأنها أن تشكل خطابات بصرية عميقة رغم أسلوبها الواقعي و تصويرها المباشر لمفردات جمالية تقبع في أدق التفاصيل والجزئيات التي قد لا تلفت الانتباه إليها عادة ويستخدم الأسمر في عمله ما يساعده على تجسيد رؤيته الفنية في أفضل أشكالها حيث لفت إلى أنه ينزع إلى التحرر من بعض التقنيات التي يمكن لها أن تحد من تصوره الابداعي للوحة و لذلك فهو يختار من الخامات و الألوان ما يخدم أفكاره و يضاعف من مستوياتها التأويلية في الحوار البصري مع المتلقي.

ورأى الأسمر أن “الأزمة الراهنة حدت من طموحات بعض الشباب الفنية نظرا لقلة صالات العرض وارتفاع تكلفة مواد الرسم وسواها لكن الشباب السوري لا يستسلم لأي من الظروف الضاغطة فهو يواصل مقاومته في جميع مجالات الحياة بما فيها المجال الابداعي مكرسا بذلك أصالة الإنسان السوري و قدرته على تجاوز المحن و متابعة رسم خارطته الحضارية الواسعة”.

وتمنى الفنان الشاب في نهاية حديثه أن يصار إلى تفعيل الأنشطة الثقافية المختلفة بصورة مكثفة لتستعيد الحياة الفنية أنفاسها الطبيعية عبر افتتاح المعارض و ورشات التدريب والعمل التي تشجع على الابداع إلى جانب دعم الفنانين الشباب وتشجيعهم إعلاميا مؤكدا في الوقت نفسه أن اكتشاف الموهبة الفنية لدى الطفل في وقت مبكر و توجيهها و توفير البيئة المناسبة لإزهارها هو أساس التنمية الفنية المستدامة.

صبا خيربك