نكتب الخبر بدقّة ومسؤولية

الشريط الإخباري

حسون بمؤتمر”أخلاقيات وآداب”: نشر المحبةوالتسامح

دمشق-سانا

انطلقت اليوم فى قاعة المؤتمرات بجامعة دمشق فعاليات مؤتمر “أخلاقيات وآداب” الذى تقيمه نقابة أطباء سورية بالتعاون مع جامعة دمشق والهيئة العامة للطب الشرعي في سورية وعدد من الجمعيات الأهلية>

وفي كلمة له خلال افتتاح فعاليات المؤتمر قال سماحة المفتي العام للجمهورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون “إن أساس الأزمة التى نعيشها الآن غياب الآخلاق وإهمالها وفصلها عن الدين” داعيا إلى إعادة النظر بالقيم الأخلاقية ودراستها بتعمق من أجل بلوغ السمو الأخلاقي “وبناء الساجد والعابد قبل بناء المساجد والمعابد”.

ودعا المفتي حسون إلى التمسك بالعلم والحكمة ونبذ التطرف والابتعاد عن التعصب ونشر المحبة والتسامح بين أبناء الشعب الواحد مؤكدا أنه “لا وجود لتصارع للحضارات وإنما الصراع هو صراع سياسي بين الدول حول الحضارة”.

وقال “إن الشعب السوري الصامد منذ سنوات خمس حارب ودافع بفضل الأخلاق والقيم التي يملكها عن عرضه وكرامته ووطنه” معتبرا انعقاد المؤتمر رسالة مفادها أن “سر صمود سورية هو أخلاق شعبها وقيم قائدها وسمو أفكار جيشها”.

ودعا نقيب أطباء سورية الدكتور عبد القادر الحسن إلى حشد الجهود وتعبئة الطاقات من أجل العمل سويا في نشر وتعزيز ثقافة المبادئ الإنسانية وضمان حماية حقوق المدافعين عنها في ظل الأوضاع الصعبة وتقديم العون وتخفيف معاناة المتضررين واعتماد مبدأ الحيادية وعدم التحيز والاستقلالية والشمول لكل المحتاجين .

وبين أن نسبة الأطباء إلى مجموع السكان في سورية تعد عالية عالميا إذ أن معدل عدد الأطباء البشريين هو 1ر15 لكل 100 ألف نسمة والأسنان 8ر7 لكل 100 ألف نسمة مشيرا إلى أن سورية تعتبر من الدول المصدرة للأطباء في سوق العمل وخاصة إلى دول الخليج وبدرجة أقل للغرب.

وأوضح أن هجرة الأطباء لأسباب اقتصادية واستهداف الأطباء والكوادر الصحية والمشافي وسيارات الإسعاف والمراكز الصحية تأتي كجزء من استراتيجيات الحرب على سورية .
بدوره تطرق رئيس الهيئة العامة للطب الشرعي الدكتور حسين نوفل إلى تجارة الأعضاء في فترة الحرب والإرهاب وأشكال الاستغلال في الاتجار بالأشخاص معتبرا أن الاتجار بالأشخاص هو تجنيد أو نقل أو تنقيل أو إيواء أو استقبال أي شخص بواسطة التهديد بالقوة أو الاختطاف أو الاحتيال أو الخداع أو إساءة استعمال السلطة أو تلقي مبالغ مالية أو مزايا.

وأشار إلى أن أبرز أشكال الاتجار بالأطفال تتضمن التسول المنظم وخطفهم بغرض بيعهم إضافة إلى العمالة القسرية والاتجار بالأعضاء والسياحة الجنسية واستغلالهم في الأعمال الإباحية عبر الانترنت أو الدعارة مستعرضا أشكال الاستغلال كالسخرة والخدمة قسرا والاسترقاق و نزع الأعضاء.

من جانبه تطرق المحاضر جمال زين الدين إلى زراعة الأعضاء البشرية بين السرقة والوهب معتبرا انتشار ظاهرة الإتجار بالأعضاء البشرية دليلا على وجود أزمة أخلاق على الصعيد العالمي بعد انتشارها على المستوى الدولي مؤكدا أن غياب الوازع الديني والأخلاقي لدى البائعين لأعضاء جسدهم أو عند المشترين وحتى الأطباء يعد سببا رئيسا في ظهورها فضلا عن غياب الواجب المهني لدى الأطباء.

واستعرض زين الدين من مركز أشرعة المتوسط للدراسات الاستراتيجية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بعض قضايا سرقة الأعضاء على مستوى العالم مستشهدا بتقرير إخباري للقناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي حول تجنيد تنظيم داعش الإرهابي مجموعة من أطباء دول العالم بينهم إسرائيليون من أجل المتاجرة بالأعضاء البشرية لضحايا هذا التنظيم وبيعها لعصابات الإتجار في سورية والعراق وتركيا وذلك بغرض زيادة تمويل التنظيم الذي يعتمد على تجارة المخدرات والبترول.

وأكد ضرورة العمل على مشروع قانون يتضمن إنشاء هيئة مركزية تابعة لوزارة الصحة تتولى مهمة تنظيم عمليات نقل وزراعة الأعضاء والأنسجة وحسب قيود النقل المتعارف عليها وتشديد الأحكام بحق كل من يتاجر بأعضاء السوريين عبر فرض عقوبات رادعة.

بدوره اعتبر عميد كلية التربية بجامعة دمشق الدكتور طاهر عبد الكريم سلوم في محاضرته أن البحث العلمي في التربية وعلم النفس يتطلب توافر مجموعة من القيم والمبادئء الأخلاقية في من يمارسه مشيرا إلى أن النزاهة والأخلاقيات جزء متداخل ولا يتجزأ عن العملية البحثية والبحث غير الصالح علميا لا يكون أخلاقيا.

واستعرض المبادىء الأساسية لأخلاقيات البحوث العلمية والإرشادات والضوابط الواجب اتباعها في خطوات البحث العلمي وأصول النشر العلمي مشيرا إلى أن الباحث العلمي لا بد أن يتسلح بمواصفات أخلاقية جنبا إلى جنب المواصفات المعرفية والمنهجية مؤكدا أن جامعة دمشق تحاول ضبط المعايير الأخلاقية للبحث
العلمي ومحاسبة المخلين بالشروط العلمية والأخلاقية في كل مرحلة من مراحل البحث وذلك عبر لجانها العلمية عندما يظهر الخلل.

واستعرض الدكتور آصف الشاهر واقع الطفولة في ظل الحروب والآثار النفسية والجسدية التي تقع على الأطفال داعيا إلى ضرورة توفير أجواء الأمان للأطفال وإعادة ترسيخ الشعور بالأمن والحماية وتهدئتهم وطمأنتهم.

كما شدد على ضرورة تشجيعهم على مواصلة الأنشطة الاعتيادية اليومية ومساعدتهم في فهم انطباعاتهم وردود أفعالهم والتحدث معهم عن الأوضاع التي تخيفهم و تقديم الإرشاد والمعالجة النفسية للأطفال الذين تعرضوا للصدمة.

كما أكد أهمية دعم أسر هؤلاء الأطفال وتهيئة الظروف من أجل عودة الأطفال إلى المدرسة وإشغالهم بالدراسة وأن تهتم المدارس بزيادة حصص الأنشطة بكافة المجالات .

من جهته استعرض الدكتور أنس شبيب من التجمع من أجل سورية في فرنسا مصادر تمويل تنظيم “داعش” الإرهابي وقال “إن أوروبا والولايات المتحدة تدعي أنها تحارب تنظيم داعش الإرهابي لكنها تموله”.

وفي مشاركة للسفير الفرنسي السابق ميشيل رامبو قدمها الدكتور شبيب رأى رامبو أن “نظاما عالميا جديدا سيخلق بفضل سورية ” وأن الحرب في سورية وعليها ستحدد مصير العالم وهي “تعد يقظة لإنهاء عالم وحيد القطب وإنشاء عالم متعدد الأقطاب “مشيرا إلى أن الأمريكان يحاولون ايجاد نظم موالية لهم في البلدان التي تمانعهم أو زعزعة استقرارها من الداخل بشتى الوسائل.

وفي محاضرة الخبير الفرنسي آلان كورفيز القاها نيابة عنه الدكتور اميل كته أشار كورفيز إلى أن الصراعات الجارية في العالم وخاصة في الشرق الأوسط أدت إلى الأعمال الرهيبة والبشعة التي ارتكبها المتعصبون والتي تغذيها القوى الكبرى من أجل الوصول إلى أهدافها الإستراتيجية من خلال الحفاظ على الأزمات الإقليمية.

ولفت كورفيز إلى أن الولايات المتحدة بنت تحالفا دوليا ضد تنظيم داعش في حين أن الجميع يعلم بأنها جنباً إلى جنب مع حلفائها العرب والأتراك هي المسؤولة عن ايجاد ومساعدة الإرهابيين.

بدوره أوضح الأستاذ بكلية الحقوق بجامعة دمشق الدكتور هواش شاهين أن العقوبات الأميركية والأوروبية وغيرها التي فرضت على سورية من مؤسسات وشركات وأفراد تعد تدابير انفرادية غير مشروعة وتخالف قواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وحقوق الإنسان لافتا إلى عدم مشروعية هذه الإجراءات في القانون الدولي وفقا لميثاق الأمم المتحدة.

من جهته تحدث أستاذ الإبستمولوجية بجامعة دمشق ورئيس مركز المعطيات والدراسات الإستراتيجية الدكتور عماد فوزي شعيبي عن الفوضى العارمة وتعذر تشكيل نظام دولي وتأثيراته على العالم وما يحدث في منطقة الشرق الأوسط من تفتت.

ويناقش المشاركون بالمؤتمر في جلسة يوم غد موضوعات تتعلق بدور الطب الشرعي كموثق وشاهد أخلاقي في سورية والبعد الأخلاقي للدين والأخلاقيات الحيوية في الجزائر والفحوصات الوراثية والأخلاق وشريعة حقوق المرأة أمام سرطان الثدي إضافة إلى اخلاقيات إعطاء الأعضاء والنظرة متعددة الاختصاصات إلى السرطان.

ويشارك في المؤتمر أساتذة وباحثون وخبراء من هيئات وجمعيات حكومية وأهلية من سورية وفرنسا والجزائر ويقدر عدد الأوراق المقدمة إلى المؤتمر بنحو 20 ورقة علمية.