دمشق-سانا
أكد مدير عام المؤسسة العامة لتوزيع الطاقة الكهربائية المهندس مصطفى شيخاني أن قطاع الكهرباء في سورية يمر بـ “تحديات واختبارات عسيرة” بعد تعرض مختلف منشآت هذا القطاع الحيوي للاعتداءات والتخريب على ايدي التنظيمات الإرهابية المسلحة واللصوص منذ بدء الأزمة مبينا أن هذا الأمر “انعكس سلبا على خطة وزارة الكهرباء في تلبية الطلب المتزايد على الطاقة”.
وأشار شيخاني في حديث لمندوب سانا إلى أن هذه الاعتداءات تجلت أيضا “بسرقة كابلات النحاس الموجودة في الشبكة الكهربائية وملفات مراكز التحويل” نظرا لغلاء سعرها ولأن الشبكة الكهربائية منتشرة في جميع أنحاء سورية وتصل كل بيت ومنشأة موضحا أنه من الصعب جداً وضع رقيب على كل هذه الأماكن وعلى المواطن أن يكون رقيبا وحريصا على الشبكة عبر الإبلاغ عن حالات السرقة في حال حدوثها.
وحول المناطق التي تتم فيها عمليات السرقة بين شيخاني أن المناطق الأكثر تعرضاً لسرقة النحاس من الشبكة الكهربائية هي المواقع التي تنتشر فيها التنظيمات الإرهابية مشيرا إلى أن أكبر عملية سرقة نحاس وقعت في “قسم الاصلاحات الكهربائية بمنطقة عدرا حيث تمت سرقة كميات كبيرة من النحاس الذي يستعمل في ملفات المحولات الكهربائية”.
وأوضح شيخاني أن الوزارة تتعاون مع كل الجهات للقضاء على هذه الظاهرة لكن الدور الأكبر هو للمواطن الذي يلعب دور الشريك في قمع هذه الظاهرة لكونه المتضرر الأكبر منها مؤكدا أن الوزارة تتعاون مع السلطات الإدارية في المناطق الآمنة بالمحافظات لجهة فرض الرقابة على عمليات نقل المواد النحاسية.
وحول ما تلحقه عمليات السرقة من إضرار بالاقتصاد الوطني لفت شيخاني إلى أن استهداف الشبكة الكهربائية من قبل التنظيمات الإرهابية منذ بدء الأزمة يتم بشكل ممنهج مبينا أن “أعمال التخريب وتدمير البنية التحتية لقطاع الكهرباء وسرقته بشكل ممنهج كان دائماً احد أهداف الهجمة الشرسة على سورية”.
وبالنسبة لحجم خسائر قطاع الكهرباء من سرقات النحاس لفت شيخاني إلى أنه لا توجد إحصائية محددة حول هذه الخسائر لأنها تحسب بشكل عام على جميع التجهيزات الكهربائية وليس هناك إحصائية خاصة بمادة النحاس موضحا في الوقت ذاته أن “مجمل خسائر قطاع الكهرباء في سورية نتيجة الأضرار منذ بداية الأزمة وحتى تاريخه تجاوز 400 مليار ليرة سورية”.
وأشار إلى أن وزارة الكهرباء اتخذت العديد من الإجراءات للقضاء على هذه الظاهرة في الأماكن الآمنة بالاعتماد على “الموصلات المصنوعة من مادة الألمنيوم” والتركيز على هذا الموضوع لـ “توعية المواطن من خلال الحملات الإعلامية التي تقوم بها الوزارة بالإضافة إلى ترشيد استخدام الطاقة الكهربائية والحد من الاستجرار غير المشروع او التعدي على الشبكات” وفي إطار جهودها لتلبية الطلب على الطاقة أكد شيخاني أن المؤسسة اتخذت جملة من الاجراءات لمحاربة ظاهرة سرقة الكهرباء والتلاعب بالكابلات ومنع الاستجرار غير المشروع من خلال تغيير عناصر الضابطة العدلية بشكل مستمر وتأمين عدادات ذكية الكترونية مزودة ببرامج قادرة على كشف أي خلل أو تلاعب يقع عليها.