حمص – سانا
استأنف معهد التربية الخاصة للإعاقة الذهنية بحمص نشاطاته التربوية والتأهيلية والتعليمية بعد توقف استمر أربع سنوات وضم للعام الدراسي الحالي نحو 20 طفلا .
ويهدف المعهد كما يقول مديره ملاذ الرحال لنشرة سانا سياحة و مجتمع إلى تنمية مهارات الأطفال واليافعين واكسابهم مهارات حياتية و فكرية تسهم في انجاح ادماجهم بالمجتمع بإشراف عدد من المتخصصين بالتربية الاجتماعية و النفسية و المرشدين التربويين بالتعاون و التنسيق التام مع الأهل.
وأشار الرحال إلى أن رعاية الأطفال و تنمية مهاراتهم الفكرية و الحياتية و العمل على الوصول إلى أقصى طاقة فكرية يمتلكها الأطفال المعوقين ذهنيا هدف اساسي في المعهد من خلال تنمية الإدراك و الذاكرة لديهم و ذلك وفقا للمنهاج الوطني للإعاقة الفكرية الخاص بالتنمية الفكرية التي تشتمل على عدة مراحل بحسب أعمار الأطفال مقسمة على أربع مراحل من عمر 5 سنوات وحتى 15 عاما و يركز المنهاج على المهارات الفكرية و الحياتية للأطفال وصولا إلى الطاقات الكامنة لديهم من الذاكرة و الادراك والانتباه و الذكاء ليصار إلى ادماجهم بالمجتمع بالشكل الصحيح والناجح.
وبين مدير المعهد “إن المنهاج الوطني للإعاقة الذهنية معمم على كل أنحاء القطر و يعتبر قاعدة أساسية إلا أن كل طفل هو حالة خاصة يتم التعامل معه و تأهيله وفقا لبرامج خاصة به يقررها الاخصائي الاجتماعي و النفسي بالمعهد بالتواصل و التعاون مع الأهل” منوها بأنه تم العام الحالي استقبال ثلاثة أطفال لديهم توحد و ثلاثة أطفال لديهم صعوبات تعلم حيث يشرف على رعاية الاطفال كادر مؤلف من 29 من المعلمين المؤهلين في اختصاصات الخدمة الاجتماعية و التربية النفسية و علم الاجتماع.
وأضاف الرحال إنه بالرغم من نقص الامكانات والوسائل التعليمية بعد تعرض المقر الأساسي للمعهد للتخريب من قبل العصابات الإرهابية المسلحة إلا أنه تم بجهود العاملين بالمعهد النهوض بواقع رعاية هذه الشريحة من الأطفال من خلال إقامة عدد من الورشات التأهيلية و التدريبية.
من جهتها ذكرت المربية مفيدة خليل اختصاصية اجتماعية في المعهد تعمل في المعهد منذ 32 عاما أن المعهد قام بتخريج وتأهيل نحو 1300 من أطفال الإعاقة الذهنية منذ تأسيسه عام 1982 و حتى تاريخه لافتة إلى أن المعهد يستمر خلال الصيف باستقبال الأطفال مع أهلهم كل اثنين و ثلاثاء في نادي ترفيهي تأهيلي بحسب الامكانيات المتاحة حرصا على نجاح عملية ادماجهم بالمجتمع.
وأكدت خليل أن المعهد حقق خلال سنوات عمله نجاحات كبيرة ومتميزة من خلال تأهيل العديد من الأطفال واليافعين إلى حين اكسابهم مهنة تتناسب مع مقدراتهم وملكاتهم الفكرية و الذهنية فمنهم من عمل في محل لبيع الألبسة و آخرون في حرف يدوية ومنهم من شغل وظائف في القطاع الحكومي.
ولفتت الاختصاصية الاجتماعية إلى أهمية متابعة وضع الأطفال صحيا من خلال الفحص الطبي الدوري و تقديم الأدوية اللازمة لهم إضافة إلى التأهيل و التدريب المستمر لجميع الكوادر العاملة بالمعهد.
ويواجه عمل المعهد حسب خليل بعض الصعوبات أهمها نقص الوسائل التعليمية و ضيق المقر المؤقت بالمقارنة مع أعداد الأطفال الراغبين بالالتحاق بالمعهد داعية إلى دعم المعهد بالوسائل التعليمية والأجهزة الرياضية الخاصة بهذه الفئة و الإثاث المناسب لمواكبة التطور الحاصل بالعالم في مجال تأهيل الأطفال المعوقين ذهنيا.
يذكر أن معهد التربية الخاصة بالإعاقة الذهنية يفتتح عامه الجديد مع بداية العام الدراسي القادم.
تمام الحسن