حمص- سانا
بحضور وزير الثقافة محمد ياسين الصالح، استضاف المركز الثقافي بحمص اليوم، ندوة حوارية بمشاركة عدد من الأدباء والمثقفين والفرق التطوعية في حمص، تناولت واقع المشهد الثقافي في المحافظة والتحديات التي تواجهه، وسبل تطويره.
وتركزت مداخلات الحضور حول أهمية إحياء ذاكرة المدينة وتوثيق تاريخها العريق الذي تعرض للطمس والتدمير من قبل النظام البائد، وخاصة الأحياء القديمة، والتركيز على بناء الإنسان والهوية الوطنية، وتأسيس حركة مسرحية حقيقية، وتشكيل لجنة للمساعدة في تنفيذ المهام التوعوية، وتعزيز التفكير العلمي.
كما دعوا إلى إعادة تفعيل جمعية أصدقاء المركز الثقافي، والتشبيك مع وزارة التربية لتدريس أدب الثورة، وإعادة تأهيل المتحف الوطني واستقطاب الشباب ليأخذوا دورهم في المشهد الثقافي، وتفعيل المهرجانات الأدبية والثقافية، وإقامة معرض للكتاب في حمص، ونقل تبعية النوادي الثقافية من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل إلى وزارة الثقافة.
وطالب المشاركون بدعم الأعمال الفنية التي توثق جرائم النظام البائد، وإنشاء منصات إلكترونية لدعم الفنانين، وإقامة مراكز ثقافية متنقلة في الأحياء والأرياف المدمرة.
وأكد الوزير الصالح أن المشاركة الكبيرة بالندوة والطروحات البناءة دليل على الرغبة الصادقة في المشاركة ببناء المشهد الثقافي في سوريا، وهو ما تعمل الوزارة على تحقيقه بكل جهودها وإمكانياتها.
وأشار وزير الثقافة إلى أن المشاريع التي أطلقها مؤتمر أربعاء حمص تضمن الحفاظ على خصوصية الهوية الثقافية، وإعادة تفعيل كل المراكز الثقافية إلى جانب المستشفيات والمدارس، مؤكدا دعم الوزارة للأفكار الإبداعية والمشاريع الثقافية الخلاقة، ومنها الحافلة الثقافية التي ستجوب المحافظات حاملة معها الفكر والثقافة.
وشدد الوزير الصالح على أن الحراك الثقافي بجميع أنواعه سيوثق جرائم النظام البائد، داعياً إلى المشاركة الفاعلة في مبادرة “سوريا بيتنا الكبير” البيئية لتتحول إلى سلوك مجتمعي.
بدوره أوضح معاون مدير ثقافة حمص محمد سعيد الجبولي أن هذه الندوة تكرس مبدأ الحوار مع الفاعلين في الحقل الثقافي، والوقوف على احتياجاتهم وتطلعاتهم والاستماع إلى آراء المجتمع الثقافي المحلي التي من شأنها الإسهام في تطوير البنية الثقافية وتعزيز دور الثقافة في الحياة المجتمعية.
من جانبه بين الشيخ محمود دالاتي أهمية الندوة كونها جمعت مثقفي حمص، وعدداً من قاماتها الأدبية، الذين كانت لهم بصمة كبيرة في الثورة السورية، وعادوا ليأخذوا مكانتهم المرموقة في المشهد الثقافي بعدما همشهم النظام البائد.
واختتمت الندوة بكلمة للشاعر أنس الدغيم وجه فيها التحية لرفاق درب الثورة وللقامات الأدبية والثقافية التي أغنت الندوة بآرائها ومقترحاتها، موضحاً أن محافظة حمص حققت قفزة نوعية مهمة عبر مؤتمر أربعاء حمص بما قدمه من مشاريع تنموية.