حمص-سانا
استغرقت وقتا طويلا نسبيا لتحدد مسارها في عالم الكتابة حيث تنقلت الكاتبة الشابة ريم بدر الدين بزال في بداياتها ما بين كتابة نصوص نثرية أقرب إلى الخاطرة والقصة القصيرة بالإضافة إلى بعض الومضات التي قد تنطوي تحت عنوان القصة القصيرة جدا ورغم أنها امتلكت رصيدا وافرا من هذه النصوص إلا أن كتاباتها كانت تحتاج للنضج والتصويب الكثير وهو ما عملت عليه لاحقا قبل أن تتحول إلى الرواية التي أصدرت منها كتابين كان أحدثهما هذا العام.
وفي حديثها لنشرة سانا الشبابية أوضحت بزال أن المرحلة الأولى من مسيرتها الأدبية كانت مرحلة مهمة بالرغم مما احتوته من أخطاء فالصورة الأدبية بالنسبة لها توازي اللوحة المرسومة أو الصورة الفوتوغرافية و كل ما يقوم به الكاتب هو نقل الصورة إلى حيز الصوت أو الحرف مبينة أنها سخرت في هذا العمل ما تتمتع به من موهبة في التصوير الضوئي الذي دربها عليه والدها في سن صغيرة جدا عندما دخلت معه مختبر تحميض الأفلام في الاستوديو الخاص به وهناك تعلمت كيفية إمساك الكاميرا بثبات واختيار الزاوية المناسبة لالتقاط الصورة.
وأضافت بزال أنها مارست الكتابة والقراءة كطقس يومي منتظم منذ سنوات الدراسة الإعدادية لكن نصوصها لم تلق حظا من النشر نظرا لابتعادها عن الوسط الأدبي و انشغالها بالتحصيل العلمي لسنوات لكنها وبعد تخرجها من الجامعة بدأت تستفيد من فضاءات الشبكة العنكبوتية الواسعة و ما تضمه من منتديات أدبية ومنابر ثقافية فكان لأروقة الأدب الالكترونية فضل جم عليها حيث بدأت النشر هناك لتلاقي نتائج إيجابية على أكثر من مستوى.
وقالت.. تمكنت من خلال هذه المنتديات أن أتعرف على أساتذة كبار ساعدوني في صقل كتاباتي ومنهم الدكتور أحمد سعد الدين والدكتور زياد الحكيم والدكتور محمد حسن السمان والأديب الراحل مأمون المغازي حيث كان لهذا الأخير الفضل الأكبر في خروج كتاباتي من عباءة الشخصانية إلى الكتابة بالمفهوم المطلق.
في تلك المساحات الافتراضية وقبل أن تباشر بزال في تشكيل هويتها الإبداعية الخاصة اكتشفت في نفسها كما تقول قدرة خاصة على صياغة رؤى انطباعية صائبة عن الأعمال الأدبية سواء كانت رواية أو قصة قصيرة أو شعرا أو غير ذلك وشجعها على هذا صديقها الروائي السوداني هشام آدم الذي عهد لها بتقديم روايته الثانية السيدة الأولى والتي صدرت عن دار النفائس في بيروت العام 2008 فكان هذا التقديم هو أول عمل ينشر لها مطبوعا.
بعد عام أعادت ريم التجربة ذاتها حيث قدمت ديوان الشاعر رعد يكن بعنوان “خلف زجاج قطار” العام 2009 كما نشرت عددا من المقالات و النصوص النثرية والقصص القصيرة في الصحف السورية والعربية وأدارت موقع شبكة منابر ثقافية وهي مجلة الكترونية ومنتدى أدبي يعنى بالثقافة والأدب والبحوث التربوية في العالم العربي حيث ما زالت حتى الآن ترأس تحرير مجلتها الالكترونية وعضوا في مجلس إدارة الشبكة حتى الآن.
وأوضحت أنها في العام 2011 انتهت من كتابة روايتها الأولى وطن في حقيبة القلب وشاركت بها في مسابقة كتاب بلا حدود في العراق لكنها لم تحظ بالفوز و لذلك دفعت بها إلى دار أكد للطباعة و النشر و التوزيع و الترجمة في المملكة المتحدة لتصدر في العام 2012 حيث حظيت الرواية بنجاح مقبول نسبيا شجعها على متابعة الطريق لتصدر في العام 2015 روايتها الثانية بعنوان “ذاكرة ميت” عن دار ليندا للطباعة و النشر في سورية.
وأشارت إلى أنها انضمت لأسرة تحرير مشروع خوابي الثقافي العام الماضي حيث نشرت من خلاله العديد من التحقيقات والدراسات والقراءات الانطباعية والنقدية والمقالات المترجمة كما شاركت في مهرجان خوابي الثقافي في مدينة حمص هذا العام عبر أمسية قصصية وقامت بترجمة العديد من القصائد والمقالات والدراسات بالإضافة إلى انها انتهت حاليا من ترجمة موسوعة علمية تستهدف الأطفال واليافعين بين سن السابعة والثامنة عشرة من العمر أما تحضيراتها الحالية فتتضمن إصدار مجموعة قصصية جديدة.
يذكر أن الكاتبة الشابة من مواليد العام 1988 وهي خريجة كلية الآداب جامعة دمشق قسم اللغة الانكليزية وتحضر حاليا لرسالة الماجستير في اللغة الانكليزية في الجامعة الإسلامية في لبنان كما تمتلك في رصيدها عددا من أوراق البحوث المنشورة باللغة الانكليزية في مواقع متخصصة بالبحوث الجامعية.
صبا خيربيك