بيروت-سانا
قال الكاتب اللبناني المختص بالشؤون التركية محمد نور الدين إن التفجير الذي ضرب جادة الاستقلال في اسطنبول يوم السبت الماضي يطرح العديد من الملاحظات حول أن السلطات التركية نسبت هذا التفجير الى تركي من تنظيم “داعش” الإرهابي وهي المرة الثالثة التي تتهم فيها أنقرة “داعش” بالوقوف وراء عمليات تفجير ولكن التنظيم الإرهابي لم يتبن أيا منها وهو حتى الآن لم يتبن أي عملية لا كبيرة ولا صغيرة في تركيا.
وأضاف الكاتب في مقال له بصحيفة السفير اللبنانية نشرته اليوم إن هذا أمر لافت إذ إن من عادة التنظيم ومن مصلحته تبني العمليات مباشرة فور وقوعها من اندونيسيا إلى الجزائر ومن بروكسل وباريس إلى الصومال فلماذا يستثني تركيا من إعلانات التبني والجواب هو أن تفجيري سوروتش وأنقرة المذكورين استهدفا مباشرة الناخب التركي وجاءا في سياق إستراتيجية حكومة حزب العدالة والتنمية لترويع وتغيير مزاج الناخب في طريق انتخابات الإعادة في الأول من تشرين الثاني والتي حققت أكلها في استعادة الحزب الغالبية المطلقة في البرلمان.
ورأى الكاتب أنه وفي جميع حالات التفجير كان اسم “داعش” يمر على لسان المسؤولين الأتراك في مجال تحميل المسؤولية والهدف واضح وهو إظهار أن تركيا عدو فعلي لهذا التنظيم ولكن كل المؤشرات تدل على أن تنظيم “داعش” لا يستهدف أبدا مصالح نظام رجب اردوغان وحكومته كما أن التنظيم المذكور لا يمكن أن يكون وراء عملية يمكن أن تستهدف تحديدا سائحين إسرائيليين كما حصل في جادة الاستقلال لأنه ليس من عادة هذا التنظيم أن يستهدف المصالح الإسرائيلية لا مباشرة في فلسطين المحتلة ولا في العالم.
وتابع الكاتب إنه وبعد ثلاثة أيام فقط من تفجير اسطنبول كانت بروكسل تشهد التفجيرات الكبرى في تاريخها في المطار وفي محطة قطارات وأودت بعشرات القتلى والجرحى وبخلاف تفجير اسطنبول فإن تنظيم “داعش” الإرهابي سارع إلى تبني التفجيرات الانتحارية وهنا يمكن تسجيل ملاحظة أساسية بأن الكل بات يعرف أن كل هؤلاء الإرهابيين الذين ينفذون عمليات في فرنسا أو بلجيكا أو ألمانيا أو بريطانيا كانت تركيا ممرا إجباريا لهم للوصول إلى سورية.
واعتبر الكاتب أن تفجيرات بروكسل ومن قبلها هجمات باريس تعكس تلك الشراكة المثلثة بين أوروبا ونظام اردوغان وتنظيم “داعش” حيث الجميع على علم بالإرهابيين كما أن مسؤولية الجميع مثبتة بالوثائق وبالسياسات المغامرة التي لم تتوقف رغم كل الخسائر والمخاطر التي تعرضت لها تركيا والأوروبيون في الأرواح والاقتصاد وفي حالات عدم الاستقرار والهلع المفتوحة التي لم تتعود عليها أوروبا وظنت هي وتركيا أنهما ستبقيان بمنأى عنها موضحا أن العلاقة بين داعمي الإرهاب وحماته تثبت فيها مقولة “الشركاء والأجراء”.
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:
http://vk.com/syrianarabnewsagency