موسكو-سانا
كشف علماء مسلمون روسيون عن تركيز المؤتمر العالمي لعلماء المسلمين الذي انعقد مؤخرا في العاصمة الشيشانية غروزني على إحباط محاولات استخدام الإسلام كجسر لتبرير بدع الخارجين الجدد عن الطريق الصحيح كالوهابية وغيرها لإبادة الشعوب وتدمير بلاد المسلمين.
ولفت العلماء المسلمون خلال ندوة حوارية تلفزيونية عقدوها اليوم إلى أن المؤتمر الذي أقيم خلال الفترة ما بين الـ 25 والـ 27 من آب الماضي في العاصمة الشيشانية غروزني “حدد أطر الإسلام التقليدي واتخذ مجموعة قرارات يجب أن تحد من انتشار الأفكار المتطرفة في روسيا الاتحادية وخارجها “موضحين أن المؤتمر ضم علماء ورجال دين ومسؤولين حكوميين من موسكو وغروزني وسيمفيروبل عاصمة جمهورية القرم.
وقال مفتي الشيشان صلاح ميجييف.. إن المؤتمر ناقش بصورة رئيسية أمور العقيدة في الإسلام وركز على أن “الوهابيين الذين يسمون أنفسهم السلفيين هم ليسوا من السلف الصالح وإنما هم من السلف الطالح وعلى رأسهم يوسف القرضاوي وغيره من علماء الوهابية الذين ينتقدون مؤتمر غروزني ويتهمونه بأنه يزرع الفتنة”.
بدوره أوضح وزير حكومة الشيشان لشؤون السياسة القومية والاتصالات الخارجية والإعلام جنبلاط أوماروف أن المؤتمر مهد الطريق أمام المشرعين ليتخذوا ما يناسب من قواعد وقوانين تحد من نشاط التنظيمات التي تسمي نفسها “الإسلامية”.
من جانبه وصف رئيس المجلس الروحي لمسلمي موسكو والمنطقة الوسطى عضو المجلس الاجتماعي الروسي ألبير كرغانوف المؤتمر العالمي لعلماء المسلمين في غروزني بأنه “شكل حدثا تاريخيا” وقال إنه “ناقش امور الدين بعيدا عن التسييس والتكتل الفئوي واتخذ قرارات لمواجهة التهديدات التي تواجه الدول الإسلامية ولحماية الإسلام من التطرف ومن المتطرفين الذين يحاولون سرقة مثلنا وقيمنا ورموزنا”.
بدوره قال نائب رئيس مجلس وزراء جمهورية القرم روسلان بالبيكوف.. إن مؤتمر غروزني كان بمثابة “لقاح روحي” ينقذ المسلمين من وباء التطرف الذي يحاولون إلصاقه بالإسلام الحنيف لافتا إلى اهتمام الدولة الروسية “بحماية الإسلام من التشويه ومن اللعب بقواعده ومن استخدامه لأغراض سياسية”.
وفي مقابلة مع مراسل سانا في موسكو أعلن مفتي موسكو وعضو المجلس الاجتماعي في روسيا الاتحادية البير كرغانوف أن المؤتمر “عالج قضايا حيوية” مطروحة أمام الأمة الإسلامية بأجمعها وشكل” رابطة عليا لتوحيد المسلمين ضد التطرف والإرهاب” لافتا إلى أن “الدول تكافح الإرهاب بما تملكه من قوة بينما يقدم العلماء ورجال الدين المسلمون الشجعان الذي لم يتراجعوا أمام تهديدات المتطرفين والإرهابيين في روسيا والعالم الدواء الناجع لمواجهة الإرهاب والتطرف”.
وحول انتقادات النظام السعودي لمؤتمر غروزني ونتائجه أشار مفتي موسكو إلى أن منتقدي هذا المؤتمر هم بعض الساسة وبعض رجال الدين الذين يعتنقون أفكارا خاطئة ولا يمثلون الأمة الإسلامية كلها مضيفا.. “أنه إذا كان لدى البعض مبررات جدية لانتقادنا وانتقاد منظمي المؤتمر والمشاركين فيه من علماء المسلمين في روسيا والبلدان الأخرى فإننا مستعدون للإصغاء لهذه الانتقادات أما إذا كانت هناك أفكار خاطئة يعربون عنها فيجب حلها بصورة مشتركة وهنا تكمن قوة الإسلام أي في إيجاد حلول مشتركة للقضايا المطروحة وليس بصورة منعزلة”.
وفيما يتعلق بالفكر الوهابي التكفيري واستخدامه من قبل المتطرفين والإرهابيين لتحقيق غاياتهم الشريرة قال مفتي موسكو.. انه “كانت هناك على مدى القرون الأربعة عشر من تاريخ الإسلام تيارات متطرفة حملت تسميات مختلفة”.
كما أكد الدكتور توفيق رمضان البوطي رئيس اتحاد علماء بلاد الشام أن “العلماء المسلمين يسهمون بقسط جليل في قضية صيانة الإسلام وحماية تقاليده وتعاليمه السمحاء والدفاع عنه بقوة الأفكار وليس بالسلاح”.
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: