نكتب الخبر بدقّة ومسؤولية

الشريط الإخباري

تحالف شيطاني

لا شيء يشير إلى أن «التحالف» الأمريكي الذي شكل في مدينة جدة السعودية موجه بالفعل نحو محاربة تنظيم «داعش»، ولا شيء كذلك يشير إلى أن دولاً مثل الولايات المتحدة والسعودية وقطر وتركيا على سبيل المثال يمكن أن تحارب التنظيمات الوهابية الإخوانية التكفيرية التي تشكل الأساس الفكري والسلوكي والتنظيمي لـ«داعش» الذي لا ينكر فضل هذه التنظيمات التكفيرية عليه، ويتعامل معها على أنها العمود لـ«دواعشه» من مختلف الجوانب.

الإدارة الأمريكية تبطن أكثر مما تظهر من وراء تحالفها المسمى «تحالف محاربة داعش» وهناك من الأدلة والتحليلات والتصريحات ما يكفي ويزيد للقول: إن هذا التحالف شيطاني ولاسيما أن الدول المندفعة باتجاهه لها أهدافها التي لا علاقة لها إطلاقاً بالحرب على الإرهاب التكفيري، ولا يمكن أن تكون جزءاً من حرب كهذه نظراً لكون أنظمتها الحاكمة تعتنق الفكر الوهابي التكفيري الإخواني بشكل أو آخر، بينما الدول الأخرى من هذا التحالف الشيطاني منقسمة بين مؤيد بتحفظ ومؤيد على الورق وفي وسائل الإعلام فقط، وقد أعلن ذلك على الملأ.

وهذا يعني من جملة ما يعنيه أن ذلك التحالف يستهدف دولاً بعينها وليس محاربة الإرهاب والدليل الأكيد على ذلك استبعاد الدول التي تحارب الإرهاب فعلاً كسورية وإيران منه وكذلك تجاوز قوى عظمى لها دورها وكلمتها في محاربة الإرهاب كروسيا والصين.

وهناك في الغرب من يتحدث عن إمكانية أن يكون هذا «التحالف» لتقوية التنظيمات الإرهابية وليس محاربتها وبالتالي اتخاذها وسيلة لتقسيم دول في المنطقة على أسس طائفية ومذهبية وعرقية وهو ما يبدو جلياً من الحديث الأمريكي والتركي والفرنسي بشكل خاص عن تقوية هذه الطائفة أو تلك على أخرى.

إضافة إلى ذلك ألا يدعو إلى التساؤل هذا التجاهل المطبق لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي الموضوع على قائمة التنظيمات الإرهابية في قرار مجلس الأمن؟ علماً أن هناك من يقول في الغرب: إن هذا التنظيم حذف عملياً من قوائم التنظيمات الإرهابية بوساطة الأموال القطرية ومن خلال الوساطات القطرية وخديعة الإفراج عن جنود الأمم المتحدة الذين كانوا مختطفين لدى التنظيم في الجولان العربي السوري المحتل.

ومع ذلك لابد من القول والتأكيد أن الدول التي تحارب الإرهاب كسورية وإيران وروسيا والصين لها رؤيتها وأفعالها في محاربة هذا الداء وهي تعمل في هذا المجال بصرف النظر عما يريده ويخطط له «التحالف» الأمريكي المشبوه.

بقلم: عز الدين الدرويش