السويداء- سانا
تمتاز تجربة الموسيقي سعيد حرب التي تجاوزت 40 عاما بغناها وجماليتها المستندة إلى ذائقته الفنية وتناغمها مع حضوره الاجتماعي عبر اقترابه من الناس الذين أحبوا الاستماع له ومشاهدة أعمال فرقه الموسيقية العديدة.
وتعلق حرب بالموسيقا منذ نعومة أظفاره متأثرا بوالده وعمه وخاله الذين عزفوا على آلة الربابة الشعبية التي كانت رفيقة جلسات أهالي قرية عراجة شرق شهبا حيث ولد حرب عام 1952.
ومع انتقال حرب إلى مدينة شهبا للدراسة الإعدادية والثانوية بقيت الموسيقا كامنة في روحه حيث تعلم بتشجيع من أحد الأصدقاء العزف على آلة العود بشكل سماعي وشارك بالعديد من الحفلات وشكل آنذاك فرقة إيقاعية للمسيرات الشعبية.
ويبين حرب أن الإطار الأكاديمي الموسيقي بدأ لديه مع دخوله معهد التربية الموسيقية بدمشق عام 1973 على يد أساتذة كبار حيث درس آلة العود على يد الراحل هشام الشمعة والاكورديون من خلال الموسيقي خضر جنيد لينتقل بعد تخرجه للعمل مدرسا لمادة التربية الموسيقية في عدد من مدارس محافظة السويداء.
وشكل حرب خلال سبعينيات القرن الماضي فرقة موسيقية من الموهوبين بالعزف على مختلف الآلات ثم فرقة للغناء الجماعي والعزف قدمت عبر المسرح المدرسي الشبيبي العديد من الحفلات بمختلف قرى المحافظة ثم تابع تميزه مع ايفاده للتدريس في اليمن عام 1978 حيث شكل خلال أربع سنوات قضاها فيها أكثر من فرقة موسيقية .
ويشير حرب إلى تعيينه مشرفا فنيا في اتحاد شبيبة الثورة بعد عودته من اليمن لمتابعة النشاطات الفنية ثم عضوا في دائرة المسرح المدرسي حيث درب عددا كبيرا من الموهوبين ممن أصبحوا اليوم موسيقيين وفنانين معروفين أمثال وعد أبو حسون وحسن أبو الفضل و يزن عبيد ومروان الخطيب.
وشكلت الفترة من عام 1991 حتى عام 2000 سجلا حافلا لدى حرب الذي كلف بالإشراف على فرقة الكورال في شبيبة السويداء للمشاركة في المهرجانات المركزية الشبيبية فقدمت الأغاني الشعبية والأناشيد والموشحات والأدوار الموسيقية ونالت أكثر من 18 شهادة تقدير وتفوق إضافة لمشاركته كعازف وقائد فرقة بالمهرجانات المركزية الفنية لنقابة المعلمين و تكليفه بعضوية تحكيم المسابقات الفنية الشبيبية لأكثر من مرة.
ونقل حرب الذي يعد من أوائل مدرسي التربية الموسيقية في منطقة شهبا حسه وذوقه الفنيين إلى غالبية أبنائه الذين عزفوا على مختلف الآلات ومنهم من تميز وشارك في العديد من الحفلات منطلقا في ذلك بأن الموسيقا غذاء الروح و تأثيرها يبقى كبيرا داخل الإنسان.
وترافق نجاح حرب بالموسيقا كما يوضح مع موهبته في الفن التشكيلي عبر مشاركته بالعديد من المعارض الفنية الجماعية داخل المحافظة وعرض إحدى لوحاته عن آثار مدينة شهبا في معرض للشباب العربي بتونس.
ويتابع اليوم حرب عمله بالموسيقا مع المعهد الخاص الذي افتتحه بمدينة شهبا عام 2002 لرعاية المواهب والذي تخرج منه الكثيرون كاشفا أن طموحاته لا تتوقف مع الموسيقا لأنها تحمل حسا جماليا ورسالة اجتماعية ووطنية ودعوة للمحبة والسلام.
عمر الطويل