أنقرة-سانا
انتظر نظام اردوغان زمنا طويلا ليجد من ينزله عن الشجرة العالية التي علق فوقها من خلال تجاهله للواقع ورفض الاعتراف بالهزيمة امام سورية لتاتي الولايات المتحدة اليوم وتمد لهذا النظام اخر جسر للنزول عبر دعوته للمشاركة في التحالف الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم “داعش” الإرهابي دون شروط .
وحسب صحيفة جمهوريت التركية فان حكومة حزب العدالة والتنمية تستعد للتوقيع على مذكرة التفاهم مع الولايات المتحدة حول ما يسمى تدريب وتجهيز “المعارضة السورية” بعد ان تخلت عن شرطها بضرورة تحضير وتدريب المقاتلين للقتال ضد الجيش السوري وهنا يكمن التحول.
وكان رئيس النظام التركي رجب طيب اردوغان ورئيس حكومته أعلنا ان تركيا لن تشارك في عمل ضد الارهاب في سورية قبل ان يتم فرض منطقة عازلة شمال سورية وان يتم توسيع أهداف التحالف ضد الارهاب لتشمل اسقاط الدولة السورية.
شرطان كانت تركيا تتمسك بهما وكان العالم كله يراهما غير واقعيين ما جعل نظام أردوغان يعيش عزلة داخلية وخارجية اظهرته حليفا واضحا لـ “داعش”.
اليوم تقول الصحيفة ان حكومة حزب العدالة والتنمية لم تتمكن من اقناع الولايات المتحدة حول تدريب المقاتلين السوريين بهدف القتال ضد الجيش السوري وبالتالي تراجعت عن هذا الشرط مضيفة انه من المنتظر ان يتم التوقيع على مذكرة التفاهم حول برنامج تدريب وتجهيز المعارضة السورية بين انقرة وواشنطن خلال الشهر الجاري.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية التركية قوله أن مذكرة التفاهم لن تتضمن عبارة تشير الى الجهات التي ستقاتل القوة المدربة ضدها.
واذا كانت واشنطن اقنعت انقرة بموقفها فذلك ليس رغبة بحماية سورية ولكن لانها تعلم عدم واقعية المطالب التركية التي باتت موقفا شخصيا يدل على حالة العصاب التي تنتاب القادة الاتراك بعد انهيار مطامحهم.