دمشق-سانا
على مدى عامين من الزمن سعت الشابة جود كطاوي للبحث عن فرصة عمل بعد تخرجها في كلية الهندسة الكيميائية جامعة البعث لكن محاولاتها ذهبت أدراج الرياح فما كان منها إلا التسلح بالعزيمة والمضي في طريق قررت رسمه بنفسها من خلال تأسيس مشروع اقتصادي صغير يتناسب ودراستها الأكاديمية حيث وقع اختيارها على صناعة مستحضرات التجميل كتجربة يمكن أن تحقق عبرها جانباً من استقلالها المادي.
جود التي عملت بعد تخرجها في المجال التطوعي والإنساني عرفت قيمة الوقت وأهمية تنمية الذات فلم تستسلم للإحباط بعد أن أغلقت كل الشركات أبوابها في وجهها نظراً لعدم وجود خبرة عملية كافية لديها باعتبارها خريجة جديدة حيث قررت الاعتماد على نفسها عبر مشروع صغير بدأته بالبحث عن المواد الكيميائية اللازمة لصناعة مستحضرات التجميل.
وذكرت في معرض حديثها لنشرة سانا الشبابية أنها تمكنت من إطلاق مشروعها هذا بمساعدة والدتها الصيدلانية التي قدمت لها الدعم المادي والمعنوي والعلمي اللازم لتبدأ أولى تجاربها في هذا المجال حيث استطاعت بعد محاولات عدة أن تخرج بمجموعة من المواد التجميلية ذات النوعية الجيدة ما يلبي مختلف احتياجات الفتيات والشابات.
وأضافت: مع الوقت ازداد اهتمامي بهذا العمل وبدأت أجني ثمار تعبي وسعيي مستعينة بالعديد من المصادر لإغناء معلوماتي ورفع جودة السلع التي أصنعها وأسوقها حتى بات الأمر وكأنه جزء متأصل مني فقررت أن أجمع هذه المنتجات ضمن تصميم أنيق خاص بي ويحمل في الوقت نفسه اسمي وهويتي الإبداعية وهو الأمر الذي حفزني على مزيد من الابتكار.
وبمساعدة الأهل والأصدقاء انطلقت جود في الترويج لمنتجاتها بين المعارف وعبر وسائل التواصل الاجتماعي إضافة إلى ترويج هذه المنتجات من خلال الفعاليات والبازارات المتنوعة حيث لاقت إقبالاً جيداً شجعها على المواصلة والاستمرار والاهتمام بأدق التفاصيل لتحافظ على صيت منتجها وجودته مؤكدة أنها بدأت تتلقى مردوداً مادياً مقبولاً.
الدكتورة الصيدلانية جمانة حنيدي والدة جود بينت من ناحيتها أن ابنتها تتمتع منذ الصغر بشخصية استقلالية تحب الاعتماد على نفسها من خلال العمل والإنتاج وقد ترجمت هذه الخصال من خلال سعيها إلى إيجاد عمل ومصدر دخل يتماشى وقدراتها الأكاديمية فكان أن نهضت بمشروعها وسط احتضان وتشجيع كامل من الأسرة التي لم تبخل بالمساعدة حتى وصولها إلى بر الأمان.
لمياء الرداوي
شرة سانا الشبابية