نكتب الخبر بدقّة ومسؤولية

الشريط الإخباري

شخصيات لبنانية: العدو الصهيوني الرابح الحقيقي من المؤامرة على للمنطقة

بيروت-سانا
أكدت شخصيات سياسية ودينية لبنانية أن العدو الصهيوني هو الرابح الحقيقي من المؤامرة التي تحاك للمنطقة مشددة على ضرورة التكاتف للتصدي للمشروعات الاستعمارية التي تستهدف وحدة البلاد وأمنها.
وحذر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان من تداعيات ما يجري في سورية والعراق وليبيا ومصر واليمن على المنطقة العربية كلها مؤكدا أن “الرابح من كل ما يجري في لبنان وسورية والعراق هو الكيان الصهيوني الذي يغتصب الأرض ويقتل الأطفال فيما تناسى كل العرب فلسطين”.
وقال الشيخ قبلان في خطبة الجمعة اليوم إن “الدول الغربية والأجنبية تريد تحويل الصراع إلى خلاف على الهوية والوجود بتغذية نفطية ومشروع أمريكي /إسرائيلي استطاع أن يعيد العرب إلى حرب داحس والغبراء وما حصل ويحصل في العراق وسورية وليبيا ومصر واليمن سيغرق المنطقة بأكملها إن لم يتوقف اللاعب الإقليمي عن لعبة الانتحار”.
ودعا الشيخ قبلان إلى حراك استثنائي ومواقف تتجاوز كل المصالح الخاصة والفئوية وذلك لأن ما يجري في المنطقة وما تمر به من مخاضات صعبة وأوضاع خارج نطاق المعقول والمألوف والمقبول تدل على أن “المشهد خطير”.
وشدد الشيخ قبلان على أن كل ما يشاع عن إقامة /إمارات وأقاليم إسلامية/ لا علاقة للإسلام بها ولا للمسلمين بل هي “عوارض خبيثة ستواجه بكل شدة وحزم وسيرفضها كل مسلم ومسيحي وكل من يؤمن بأن العروبة هي الضامن الوحيد لأمن وسلام واستقرار المنطقة”.
وبالنسبة للأعمال الإرهابية التي تحدث في لبنان جدد الشيخ قبلان ثقته بقدرة جميع اللبنانيين على مواجهة كل ظواهر التطرف والتعصب رغم كل التهديدات والتهويلات مؤكدا أن لبنان يعيش مأساة حقيقية وخاصة رغم أنه بني على أساس الوحدة والشراكة.
وحول انتخاب رئيس للبنان طالب الشيخ قبلان بانتخاب رئيس وطني وكذلك انتخاب برلمان يملك قدرة على الرقابة والمحاسبة والحسم “وإلا فإن البلاد تعيش لحظة مفصلية من الانهيار وسط اضطراب المنطقة” مؤكدا أن الشراكة والوحدة هما المدخل الصحيح لمواجهة ما يشهده لبنان من حالات وحركات تكفير وإرهاب لم يعرف لبنان ولا المنطقة مثيلا لها.
من جهته نبه العلامة اللبناني عفيف النابلسي إلى إن الجماعات الإرهابية التكفيرية المتطرفة التي حشدت آلاف المقاتلين في سورية والعراق وأعلنت /دولة الخلافة/ قررت أن تتمدد إلى لبنان لتثبيت حكمها المباشر عليه مشيرا إلى أن هذه التحديات الخطيرة لا تدخل لبنان في عوامل تأزيم وإنما سيكون جميع اللبنانيين أمام واقع هو الأشد ميلا إلى العنف والأعمال الثأرية الوحشية والكانتونات الجغرافية التي تساهم في تقسيم لبنان وجعل الفوضى تضرب فيه من كل جانب.
وقال النابلسي في تصريح له اليوم ” لا شك أن جزءا أساسيا مما يحصل في لبنان والمنطقة يعود إلى جرثومة الشر /إسرائيل/التي ترفع من وتيرة الاستيطان لبلوغ حلمها في تحقيق دولة يهودية نقية مسؤولة عن الحروب الضارية التي تشتعل في المنطقة”.1
وأضاف لقد نجحت إسرائيل في تحويل الحروب عنها لتصبح حروبا بين أبناء المنطقة مشيرا إلى حجم الأموال والإمكانات التي تدفع في سبيل المواجهات بين المذاهب والجماعات والقوميات في شراستها ورعبها ونتائجها التدميرية.
وأكد النابلسي أن الدولة اللبنانية مسؤولة اليوم لتجاوز العوامل الداخلية والخارجية في الأزمات المستفحلة التي نشهدها جميعا من خلال رؤية وطنية في مقاربة الملفات السياسية ولا سيما موضوع انتخاب رئيس جديد للجمهورية ووضع قانون عصري للانتخابات النيابية وثانيا من خلال معالجة الملفات الاجتماعية مبينا أن المطلوب اتخاذ إجراءات حاسمة لئلا يتحول لبنان إلى ضحية في صراع القوى الخارجية وتناقضات القوى المحلية.
في غضون ذلك ندد رئيس لقاء علماء صور العلامة علي ياسين بالجرائم التي يرتكبها العدو الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني وبصمت الدول التي تدعي الاسلام والحرص على المسلمين إزاء تلك الجرائم معتبرا أن هذه الدول عميلة للمشروع الصهيو أمريكي الذي وجهها لمحاربة مشاريع المنعة والعزة من خلال الحروب التي تشن على قوى الممانعة في المنطقة ولاسيما سورية وإيران.
إلى ذلك شدد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله هاشم صفي الدين في كلمة ألقاها في المصيطبة في بيروت على أن الجماعات الإرهابية التكفيرية لا تقدم سوى الخراب فهم لم يدخلوا بلدا إلا وعاثوا فيه خرابًا وفسادا ولم يرفعوا راية في مدينة أو منطقة في عالمنا العربي والاسلامي إلا وخلفوا وراءهم الدمار والقتل والمآسي متذرعين بالدين وهم بعيدون عنه كل البعد مؤكدا أن هذا المشروع المشبوه الذي يحمل راية الاسلام ظاهرا تحركه أجهزة استخبارات عالمية واقليمية وهدفه واحد وهو القضاء على ما بقي من قوة ووحدة وتماسك في أمتنا وهذه الحالة الجنونية تريد أن تدمر كل بلداننا الاسلامية والعربية وتفتيتها.
من جانبه دعا نائب رئيس جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية الشيخ الدكتور عبد الرحمن عماش إلى ضرورة التمييز بين التدين الذي هو الالتزام بأحكام الدين الإسلامي وبين التطرف والغلو والبعد عن الوسطية والاعتدال وعن معاني الشريعة السمحاء مؤكدا أن المواجهة الأساس تكون بالعلم والأدلة الشرعية العلمية الصحيحة ما يعني بطلان ما يذهب المتطرفون اليه وفساد ممارساتهم المستندة إلى أفكارهم السوداء.
وأكد الشيخ عماش في إفطار خاص بالإعلاميين بينهم إعلاميون من مكتب سانا في بيروت أقامته الجمعية في مركز بيروت الإسلامي بزقاق البلاط أهمية “الحرص على نصرة منهج الاعتدال الإسلامي باعتباره طريق السلامة والأمان إضافة إلى ضرورة الحرص على الشباب والأجيال الصاعدة من الوقوع في مكامن الإرهاب والتطرف”.
وحذر الشيخ عماش من انتشار خطر التطرف وعدم اقتصاره على بلد معين مضيفا “إن هذا الخطر لا يستثني أحدا من أهل الوطن ومن هنا تبرز أهمية إدراك حجمه ليكون دافعا لنا لتجاوز الحسابات الخاصة من أجل المصلحة العامة فقد تتضارب التوجهات السياسية والاقتصادية إلى حد يؤثر على الأداء الإعلامي فتلمع صورة من لا ينبغي تلميعه حتى يغدو وحشا يأكل معلمه ومربيه وهذا الأمر يحتاج إلى مؤتمرات وندوات ولقاءات”.
وأعرب الشيخ عماش عن الأمل الكبير بأن تتضافر كل الجهود وعلى كل المستويات في سبيل نشر نهج الاعتدال وبيان مخاطر التطرف والعمل على إنقاذ لبنان والوطن العربي من براثن الفتن التي تشيع الفوضى والخراب والدمار.
من ناحيته شدد المسؤول الإعلامي في الجمعية الشيخ عبد القادر فاكهاني خلال الإفطار على الدور الحضاري للإعلام المتمثل في بيان الحقائق المستنيرة ونشر ثقافة الاعتدال والوسطية والتعايش الحسن بين أبناء الوطن الواحد.
إلى ذلك حذر الوزير اللبناني السابق وديع الخازن رئيس المجلس العام الماروني من التداعيات السلبية والقوية للأوضاع الخطرة في المنطقة على لبنان مؤكدا أن تهديدات المجموعات الإرهابية التي تسمى /لواء أحرار السنة/ باستهداف الكنائس تسعى إلى إثارة الفتنة في لبنان.
ولفت الخازن في تصريح له اليوم إلى أن لبنان يتميز بعلاقة العيش الموحد والتحلي بالقيم السماوية التي صانت وحدة البلاد طوال تاريخها برغم ما ألم بها من مصائب مناشدا جميع القوى الأمنية اللبنانية مواجهة الأعمال الإرهابية.
ونوه الخازن باجتماع المرجعيات الروحية في بعلبك والهرمل لنبذ هذه الظواهر الغريبة عن الدين الإسلامي والمسيحي وروح العيش المشترك داعيا جميع المرجعيات الدينية العربية واللبنانية إلى الإعلان عن كل الفتاوى التي تحرم الخروج السافر عن تعاليم الإسلام السمحاء.

انظر ايضاً

الأمم المتحدة تدعو لحماية العاملين بالمجال الإنساني

نيويورك-سانا دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إلى اتخاذ إجراءات لحماية العاملين في المجال …