نكتب الخبر بدقّة ومسؤولية

الشريط الإخباري

عامر يونس يترجم قصة ولاء وتفان خدمة للوطن

حمص-سانا

أثبتت الأزمة السورية الراهنة ولاء العامل السوري في مختلف قطاعات العمل وعمق اخلاصه وتفانيه في أداء واجباته المهنية مهما اشتدت الظروف الراهنة من حوله خطورة ودقة وهذا ما جسده العامل الشاب عامر يونس ديب الذي أصيب أثناء تأديته لعمله اليومي في إصلاح الأعطال الواقعة على الشبكة الكهربائية في محافظة حمص دون جزع من بطش العصابات الإرهابية التي داومت بدورها على تدمير البنى التحتية وتخريب محطات وشبكات الكهرباء.

لم يستطع الإرهاب الحاقد النيل من عزيمة العامل الشاب رغم إصابته أثناء إصلاح أحد الأعطال الكهربائية داخل المدينة بصاعق كهربائي نتج عنه حروق بليغة في الرقبة و بتر في يده اليمنى الأمر الذي تسبب له بعجز بنسبة 75 بالمئة وهوما أكده ديب خلال زيارة قامت بها نشرة سانا الشبابية إلى منزله في قرية السنديانة في ريف حمص الغربي موضحا أنه لم يتردد لحظة واحدة خلال السنوات الأربع الماضية في تنفيذ المهام المطلوبة منه بل كان سباقا ومبادرا في ذلك.

واستطاع العامل البطل من خلال تضحيته هذه أن يجسد نموذجا مشرفا لكل سوري التزم بموقعه المهني خلال الحرب الكونية على سورية دون أن ينال الخوف من قلبه حيث أشار في حديثه إلى أن السوري الأصيل لا يمكن له أن يتخلى عن بلده في محنتها إنما عليه أن يكون جنديا محاربا من موقعه مهما بدا عمله للوهلة الأولى بسيطا أو هامشيا إلا أنه على درجة عالية من الأهمية و له دور أساسي في تعزيز صمود الشعب والبلد بأكمله.

ولفت إلى أن ظروف الحياة القاسية لم تسمح له بالاستكانة والانطواء رغم الإعاقة التي انتهى إليها فهو متزوج وله طفلان يحتاجان الكثير لتلبية حاجياتهما المعيشية ولذلك قرر بعد أشهر من العلاج و التأهيل أن يساعد والده في العمل الزراعي ضمن حدود مقدرته وبالفعل فقد من الله عليه بقدرة عجيبة ليستخدم يده السليمة في زراعة الخضراوات وجنيها والاهتمام بأشجار الزيتون في قطعة الأرض الصغيرة التي يملكونها في القرية.

يزرع العامل الشاب أرضه اليوم و يعيش من خيرها بعد أن يقوم بنقل المحصول وبيعه في المدينة التي تبعد 35 كم عن قريته مبديا عزيمة صلبة لمواصلة حياته رغم الإعاقة فالعمل حسب قوله هو التعبير الحقيقي عن كرامة الإنسان وعزة نفسه ومهما بدا صعبا وبعيد المنال في ظروف معينة إلا أن الإيمان بالله وبالنفس يسهل الأمور ويسير بها بمرور الوقت نحو الأفضل.

ووجه ديب بمناسبة عيد العمال تحية لكل عمال سورية الذين استمروا في تأدية واجباتهم رغم الصعوبات والمخاطر قائلا “اعرف جيدا أن كل عامل في أي قطاع يتمنى حمل السلاح والانضمام إلى جنود الجيش العربي السوري على جبهات القتال لكن في نفس الوقت إصلاح عطل صغير هو عمل يعزز من شعور الناس بالثقة و الطمأنينة والقدرة على مواصلة حياتهم”.

فاتن خلوف