نكتب الخبر بدقّة ومسؤولية

الشريط الإخباري

مركز شموع سورية..أعمال شبابية تطوعية تستهدف الأطفال المتضررين

حمص-سانا

منذ بداية عمله سعى مركز شموع سورية التابع لجمعية كريم الأهلية في محافظة حمص إلى محاكاة أحلام الأطفال عبر الولوج إلى عوالمهم الداخلية واستكشاف هواجسهم الطفولية من خلال فريق شبابي متطوع سعى عبر نشاطات نوعية إلى تحويل ما أمكن من أحلام هذه الشريحة الواسعة إلى واقع يعيد رسم الفرح والابتسامات التي سرقتها سنوات الأزمة الراهنة من وجوه الأطفال المتضررين بعيدا عن الذاكرة القاسية التي ارتسمت معالمها على وجوههم وفي نظراتهم وأصواتهم المرتجفة.

حول هذه التجربة المتميزة قال المهندس نور الدين عمار مدير المركز لنشرة سانا الشبابية أن “الفريق الذي يؤطر عمل المركز كان بمثابة الشمعة التي أنارت عقول وقلوب أطفال الشهداء والمخطوفين من عسكريين ومدنيين ومهجرين من المناطق السورية كافة ليكون داعما وسندا لكل طفل فقد والده أو أحد أفراد عائلته”.

وأضاف عمار إن فريق الشموع يضم نخبة من المدرسين الاختصاصيين في مختلف المجالات التربوية والتعليمية والنفسية والترفيهية الفنية ومهمته وضع برامج مدروسة تساعد هؤلاء الأطفال على تجاوز المحن التي تعرضوا لها والمعاناة القاسية التي عايشوها جراء أعمال المجموعات الإرهابية المسلحة.

ويتضمن برنامج الأنشطة الصيفية للمركز كما لفت عمار فعاليات ترفيهية وتعليمية تشمل برامج تقوية للغات الأجنبية ودورات فنية متنوعة ومعارض رسم خاصة بالأطفال بالإضافة إلى حفلات موسيقية متنوعة وعروض مسرحية ورياضية ورقص شعبي.

من ناحيته أوضح سامي الرجو المنسق الإعلامي في المركز أن الأهم في هذا العمل الإنساني الواسع هو إيمان الأشخاص القائمين على برنامج العمل بالأهداف التي يشتغلون عليها والتي جعلتهم ينذرون أنفسهم لخدمة هؤلاء الأطفال المتضررين.

وقال الرجو “انطلق عمل المركز بمبادرة فردية من كادر بشري واسع التخصصات يضم مدرسين وأطباء وفعاليات طلابية بهدف إعادة الروح الطفولية والفرح الداخلي لفئة عريضة من الأطفال المتضررين حيث اعتمد الفريق على إمكانات مادية محدودة لم تقيد من طموحه ومن رؤيته الإنسانية والإغاثية الجادة ليستمر العمل وسط جملة من الظروف الصعبة نجح خلالها الفريق بتغيير مشاعر الحزن والقلق إلى أحاسيس من الفرح والطمأنينة والأمل”.

وأشارت نادين اليوسف المسؤولة التنظيمية في المركز إلى أن الطاقم البشري الذي يشرف على العمل يتكون من 50 متطوعا ومتطوعة يقومون بتسليح الأطفال بالعديد من المعارف والمهارات التي تبني شخصياتهم وتنمي قدراتهم المختلفة ليكونوا قادرين مستقبلا على مواجهة الحياة وتحدياتها الصعبة.

وربما يكون الدعم النفسي وفق اليوسف والذي يقدمه متخصصون في الفريق للأطفال المستهدفين هو القاعدة الأساسية في العمل والتي تكفل لاحقا تزويد الأطفال بقدرات تتناسب مع اهتمامات كل منهم على حدة و تلعب دورا أساسيا في بناء شخصيته الجدية بعد سفر من الصعاب والذكريات المؤلمة.

وبينت أن المركز يضم كادرا طبيا لمعاينة الأطفال أسبوعيا ومعالجتهم مجانا وتقديم النصائح الطبية لهم كما تم تأليف لجنة متخصصة مع أهالي الأطفال المتضررين مهمتها استقبال الأسر الوافدة وتقييم حالة أطفالها كما أن هناك لجنة توعوية تقوم بتثقيف الأطفال بطريقة ترفيهية إلى جانب لجنة إعلامية لتغطية أعمال الفريق إعلاميا ولجنة أخرى لتنظيم الأطفال واستقبالهم في الأنشطة المتنوعة ولجنة متخصصة بالدورات التعليمية للأطفال والتي يخضعون لها صيفا بعد انتهاء العام الدراسي.

يذكر أن المركز قام بعدد كبير من النشاطات منذ تأسيسه في عام 2012 منها احتفالات الأعياد وإحياء مهرجان الانطلاقة الأولى للفريق ومهرجان ذكرى تأسيس الفريق بالإضافة إلى فعاليات وطنية تم خلالها زيارة جرحى الجيش العربي السوري وأضرحة الشهداء.

فاتن خلوف