حديدة فى الريف الغربى بحمص…تتباهى بماضيها العريق وطبيعتها الغناء

حمص-سانا

لا تكاد تخلو قرية فى الريف الغربى لمدينة حمص من الآثار والمعالم التاريخية التى تدل على حضارة هذه المنطقة وعراقتها إضافة لطبيعتها الغناء التى زادتها ألقا وروعة وحديدة من قرى هذا الريف المعطاء التى تتميز بمواقع أثرية تعود لعهود مختلفة.

ويوضح إياد منصور رئيس بلديتها أن تسمية القرية مستمد من اسم إله آرامى يدعى حدد وفيها خان عمره أكثر من 250 عاما وتوابيت حجرية ونقوش تعود لمئات السنين إضافة الى مقبرة إسلامية يرجع تاريخها الى اكثر من 500 عام تسمى ب خربة الريحان.

وأضاف منصور..أن القنوات الرومانية القديمة فى القرية تمتد لمئات الأمتار وتصب فى نهايتها بجرن حجرى أثرى حيث كانت تلك القنوات تروى حديدة وما يجاورها كونها معبر للقوافل التجارية التى كانت تمر من حمص وشرقها باتجاه طرابلس وصولا الى فلسطين.

ويلفت رئيس البلدية الى الأشجار المعمرة التى ما زالت تزين القرية بنضارتها وخضارها ومنها شجرة دلبة عمرها يتجاوز 200عام إضافة الى شجرة اخرى تقع قرب بئر ماء يقدر عمرها بنحو 1000عام.

وقال منصور ان أول مايلفت نظر الزائر للقرية المنحوتة الأثرية الجميلة المتوضعة عند مدخل القرية وتجسد امرأة جالسة تطحن القمح بالرحى الحجرية وهى تعبر عن تراث هذه المنطقة.

بدوره أكد فؤاد زريبى مختار حديدة ان القرية تقع الى الغرب من محافظة حمص بنحو30 كم وتبعد عن مدينة تلكلخ نحو 12 كم حيث ترتفع فوق هضبة مطلة على سهل البقيعة وقلعة الحصن وسلسلة جبال الساحل السورى وجبال عكار اللبنانية لافتا الى ان القرية تتمتع بإطلالة خلابة على كل القرى والنواحى المجاورة وتتميز بالهواء العليل صيفا والمطر الوفير شتاء.

وترتفع حديدة عن سطح البحر نحو 500 م وهى متاخمة للنهر الكبير الجنوبى وتتميز بصخورها البازلتية السوداء وتربتها الخصبة وزراعاتها الموسمية.

وذكر زريبى ان فصل الربيع يمنح القرية لباسا أخضرا مزركشا بالوان الورود حيث تنتشر فى أراضيها شقائق النعمان ويعبق جوها برائحة الزهور والزعتر البرى فتختلط هذه الروائح القروية الجميلة التى تشعر الانسان بالراحة وتجدد الحياة.