دمشق-سانا
عزفت أوركسترا دمشق أعمال المؤلف الموسيقي عاصم مكارم ضمن أمسية موسيقية بعنوان ضوء في مسرح دار الأسد للثقافة والفنون بإشراف الموسيقي محمد زغلول ومشاركة السوبرانو منار خويص وعازف القانون عمران عدره .
وقدمت الأوركسترا في الجزء الأول من الحفل ثلاثة أعمال موسيقية ضمن النمط الكلاسيكي الحديث سلط المؤلف من خلالها الضوء على الأماكن العميقة داخل النفس البشرية وقدم معادلا صوتيا لأحاسيسها المركبة في العمل الأول “الدوامة” وما تمر به من تخبط جراء تناقضاتها الداخلية فيما مثل العمل الثاني بداية الخروج من الظلمة من خلال تقبل الواقع وايجاد تسوية داخلية لإحداث تغيير ايجابي داخل نفس الإنسان.
أما العمل الثالث فعبارة عن مغناة أوبرالية بعنوان /سالفينغتون/ جسد لحظة الانتصار على الصراعات الداخلية وبدء الاستنارة الروحية في صورة احتفال روحي بما أنجزته النفس البشرية برحلتها من الظلمة إلى النور.
أما الجزء الثاني من الحفل فضم كونشرتو القانون وهو الأول من نوعه الذي يؤلف خصيصاً لهذه الآلة ويقدم بطريقة اوركسترالية كلاسيكية دون اغفال طبيعتها الشرقية وتألف من ثلاث حركات قدم في الأولى آلة القانون بطريقة كلاسيكية صرفة وفي الثانية ظهر جانبها الشرقي بطريقة تعبيرية أما الحركة الثالثة فجاءت على صورة رقصة احتفالية سريعة أبرزت الإمكانيات التقنية للعازف عدره مع جمال صوت آلة القانون ومرونتها بتأدية الأنماط الموسيقية المتعددة.
أوركسترا دمشق تأسست في عام 2016 بمبادرة من الموسيقي محمد زغلول مدير مديرية المعاهد الموسيقية التابعة لوزارة الثقافة وتضم نخبة من الموسيقيين السوريين من أعضاء الفرقة السيمفونية الوطنية والفرقة الوطنية للموسيقا العربية وكانت انطلاقتها الأولى بأمسية مشتركة مع كورال ناريكاتسي من حلب في دار الأسد للثقافة والفنون في دمشق في شهر أيار من العام ذاته.
والموسيقي عاصم مكارم درس الموسيقا من عمر ست سنوات على آلة الأكورديون ومن ثم آلة البيانو وقام بأولى المحاولات بالتأليف الموسيقي على هذه الآلة في سن العاشرة ودرس التوزيع الموسيقي على يد البروفيسور الروسي فيكتور بابينكو واشترك بعدة ورشات عمل في كل من اسبانيا وبريطانيا وهولندا شملت الموسيقا الكلاسيكية والمعاصرة وموسيقا الجاز قدم خلالها أعمالا في عدة مهرجانات فنية وثقافية وإصدر البومه الموسيقي الأول بعنوان ألوان عام 2014.
محمد سمير طحان