S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
حمص-سانا
يجسد الجريح الشاب عامر اليوسف من طلبة جامعة البعث بحمص صورة نبيلة للشباب السوري المعطاء إذ أنه وعقب إصابته في معارك الشرف والبطولة قرر أن يتابع مسيرة التضحية والسخاء من خلال مساعدة أبناء الحي الذي يسكنه في مدينة حمص على مواصلة تحصيلهم العلمي ودعمهم دراسيا مركزا جهوده على أبناء الشهداء منهم.
قصة عامر هي ذاتها قصة آلالاف من الشباب السوري الذي لبى نداء الواجب المقدس ليلتحق بركب ابطال الجيش العربي السوري الذين قارعوا الإرهاب وحققوا الانتصارات على امتداد مساحة الوطن وأثناء مواجهته مع رفاق السلاح الإرهابيين في دير الزور تعرض عامر لإصابة بالغة في تسببت بعجز له بنسبة 35 بالمئة غادر على أثرها ساحات المعارك مصمما على أن يواجه الفكر التكفيري من خلال دعم أبناء الشهداء وأبناء حيه تعليميا.
وأوضح عامر في حديثه لنشرة سانا الشبابية أنه مع بداية الحرب الإرهابية على سورية اضطر إلى ترك دراسته الجامعية في قسم اللغة العربية بجامعة البعث ليلتحق بصفوف الجيش العربي السوري وبعد خمس سنوات أقعدته الإصابة عن مواصلة هذه الطريق فعاد أدراجه إلى الدراسة الجامعية حيث يدرس حاليا في السنة الرابعة في قسم اللغة العربية وعمد إلى تدريس الطلاب مجانا ليجعل من العلم والتطوع ساحة عطاء أخرى.
وأضاف عامر “أعلنت على موقع التواصل الاجتماعي عن استعدادي لتدريس الطلبة المقصرين مجانا ولا سيما من أبناء الشهداء وقد تجاوب الكثيرون معي الأمر الذي أشعرني بفرح كبير حيث كنت أبحث عن طريقة لخدمة مجتمعي تعوضني عما فأتني على جبهات القتال بعد إصابتي”.
وأشار إلى أنه يستقبل يوميا في بيته المتواضع في أحد أحياء مدينة حمص عددا من الطلبة من مختلف الصفوف الدراسية لتدريسهم قواعد اللغة العربية على شكل جلسات أقلها سبع جلسات للطالب للإحاطة بجميع القواعد الأساسية للغة العربية بالإضافة إلى تدريس طلبة الشهادات منهاجهم المقرر باتباع مختلف الأساليب التربوية الفعالة داعيا إلى ضرورة الارتقاء بالمستوى التعليمي للطلبة بعيدا عن الهدف المادي وتعزيز ثقافة التطوع في أوساط الشباب لما تسهم به من تكريس القيم الإنسانية النبيلة.
تمام الحسن
